22‏/12‏/2009

لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا




فها هو الجاهل الذي له من اسمه كل نصيب، والذي يستعمله "بعض" هواة تحريك الدمى واللعب من خلف الكوابيس ليقولوا على لسانه عبر الاستوديوهات المغلقة ما يجبنون هم عن قوله جهاراً نهاراً.



ها هو "الياهل" يظهر كل فترة على قناة الفتنة ليؤدي دوره الكومبارسي بالتعرض لقامات كويتية عالية من أبناء قبائل الكويت الكبرى المعروفة بولاءها ووفاءها لوطنها وحكامها ولديمقراطيتها ورموزها.


ومنذ أيام خرج علينا "السيد" محمد الجويهل بكلام لا يقبله عاقل ولا مجنون عن ثلثين الشعب الكويتي


ما لا يعلمه ذاك الذي ينصب نفسه متحدثاً رسمياً باسم "عيال بطنها"-والذين نربأ بهم عن مواقفه- أن من يسفه هو بالكلام عنهم هم مواطنون كويتيون بالتأسيس، أي منذ ذاك الزمان الذي كان فيه بو "جدو" يبيع الخضار وغيرها في سوق خيطان!
ما لا يعرفه ذاك الإمعة أن أجداد هؤلاء هم الأفذاذ هم المدافعين عن حدود الكويت ولو من خارج سورها، وأن أسلافهم هم شهداء معارك الرقة والصريف والقصر الأحمر قبل أن يكونوا شهداء وأسرى ومفقودي كارثة الإحتلال ومعارك التحرير والمقاومة.أغلب العاملين في مؤسساتها ووزاراتها، وهم ابناءها الذين لم يحملوا الجنسية الأمريكية أو البريطانية أو الكندية يا من يتكلم عن الإزدواجية!


ما لن يفهمه هذا "المتفلسف" أن هؤلاء الأشراف وأهليهم هم حرس الكويت وجيشها وشرطتها ، ونحمد الله أن الجويهل وأمثاله ليسوا المخولين بمنح وسحب الجنسيات، والا لأعادوا عدد الكويتيين إلى سقف الخمسين ألف الذي يردد أن عدد سكان الكويت "الأصليين" لا يتجاوزه وربما لمنح شرف الجنسية لكل ساقط ولاقط مستورد!


ما لا يفقهه هذا المتفرد أن الازدواجية الأخطر هي ازدواجية الولاء للمال لا الوطن، تلك الآفة التي لا يفيد معها البراء، هي ازدواجية أولئك الذين لا يتوانون عن اختيار الدينار على حساب الوطن، وقد قالها الحكماء منذ القدم أنه لا يمكن أن يكون الإنسان عبداً لله وللمال في آن معاً، وأن عليه أن يختار أن يكون إما عبداً صالحاً للمال أو عبداً فاسداً للمال، وعبيد الدينار معروفون ولا حاجة حتى لمجرد الإشارة إليهم!


والفيلسوف الروماني ابكتيتوس يقول أن السيد يمكن أن يصبح عبداً لهواه، والعبد يمكن أن يصبح حراً في استقلاله الروحي الداخلي، والعبرة في ذلك متروكة لمن نوجه كلامنا له عساه يفهم... وإن كنا لا نعتقد أنه سيفعل!


 لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا


هذا البيت من قصيدة لشاعر اختلف الكثيرون على صاحبها، كما يختلف الناس اليوم حول "الياهل" الذي يستهويه لعب الدور الذي يراه "بطولة مطلقة" ونراه كومبارساً ، ذلك الدور الذي يتمحور حول فنون شق الصفوف وضرب الوحدة الوطنية وإثارة الفتن بين مكونات الشعب الكويتي خدمة لأجندات لا يعلم إلا الله إلى أين يريد من يقف وراء "الياهل" إيصالنا بخيالهم المريض.


أما السيد وزير الإعلام الذي قال خلال لقاء صاحب السمو برؤساء تحرير الصحف أن قانون المطبوعات الحالي بلا أنياب، فهو مطالب اليوم بالثبات والإصرار على قرار الإيقاف لبعض البرامج الذي إتخذه-وإن كنا نراه غير كاف – فجل ما تبثه القناة "إياها" هي من باب الفتنة التي هي أشد من القتل فعلاً وليس قولاً.


يا وزير الإعلام.. إنك اليوم مدعو لعدم الرضوخ لابتزاز "البعض" وترهيبهم وترغيبهم، خاصة بعد استغلال القناة لكلام سابق قلته قبيل تشكيل الحكومة، وإعادتها بثه مجتزءاً ومقتطعاً من سياقه، في محاولة رخيصة لدفعك للتراجع أمام رياح الابتزاز.. وهو كلام يعرفه الكويتيون جيداً .


يا وزير الإعلام، أنت الآن، وفي هذه الأيام المباركة، أمام امتحان حقيقي لمصداقية تصديك للإعلام الفاسد والمفسد، المثير للفتن، فأي فائدة من حظر "صوتك وصل" ما دام "عمك أصمخ" هو البديل المشروع بحركة التفاف أكثر من مكشوفة!


مع احترامنا لكل من شارك القناة "إياها" متضامناً باسم حرية التعبير، فإننا نستغرب عدم وقوفهم وقفة صادقة مع أنفسهم إلى جانب الكويت ومصالحها العليا ضد حرية الفتنة والتعرض لعائلات الكويت وبيوتاتها وقبائلها بشكل يبث سموم الحقد والانقسام ويضر بنسيج المجتمع.


إننا ندعو نواب الشعب الشرفاء الذين حاول الجويهل تشويه صورتهم وإهانتهم بكل جهل وسفاهة-مع علمنا أن لا الجويهل ولا سواه بقادرين على تلطيخ ثوبهم الأبيض- أن يقاضوه هو ومن يتيح له بث سمومه على الهواء مباشرة.


يا نوابنا الأفاضل، الذين انتخبناكم لمواقفكم لا لأنكم أبناء قبائلنا الكريمة، يا أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل المسلم وجمعان الحربش وخالد الطاحوس وضيف الله بو رمية ومحمد هايف المطيري... أيها الرجال الذين نعلم جيداً معدنكم، أنتم مطالبون اليوم بإحقاق الحق ودحر الباطل، بالوسائل القانونية المتاحة أمام قضائنا العادل الذي لا يشكك أحد بنزاهته واستقامته.


ويا أبناء الكويت، كلكم مطالبون بالتصدي لهذه الممارسات الضارة بالبلاد، سواء بالإدانة أو باللجوء لرفع دعاوي على الجاهل ومن يروج لجهله، ولكل الجهلة الذين يستبدلون الأعلى بالأدنى.
وآخر القول، موجه لكل وسائل إعلامنا المؤتمنة على صورة الكويت وثقافتها، فقد أعطى صاحب السمو توجيهاته السامية لرؤساء تحرير الصحف وللفضائيات ووسائل الإعلام المحلية بوضع مصلحة الكويت في صدارة أولوياتهم ومحاربة الطائفية والفتن التي تهدد الوحدة الوطنية، وضرب سموه حينها مثالاً بجريدة "القبس" كونها أول من بادر إلى وقف نشر ما يتعارض مع مصلحة الكويت ووحدتها الوطنية وسلامة نسيجها الاجتماعي، فهل ستنحو وسائل الإعلام منحى "القبس" أم سيبقى بعضها يسير في الاتجاه المعاكس للتوجيهات السامية ؟ !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق